تكررت حالات سرقة التراث المغربي من قِبَل نظام الكابرانات بشكل مستمر، وأصبحت مادة للتندر والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي.
واحدة من هذه السرقات "المذكورة" تورط فيها نظام الجزائر شركة عالمية للألبسة الرياضية، حيث أقنعها قبل حوالي شهر أن الزليج المغربي هو تراث جزائري. وقد تم الترويج لقمصان خاصة بالمنتخب الجزائري، مزينة بنقوش من الزليج، مما دفع وزارة الثقافة إلى تنبيه شركة أديداس التي اعترفت بالخطأ الذي ارتكبته.
تعتبر العقدة التي تعترض المسؤولين الجزائريين فيما يتعلق بالثقافة والتاريخ المغربي نقصًا مركبًا. حتى أنهم يتضايقون حتى من سماع اسم المغرب وأي شيء يرتبط به.
هذه العقدة المرضية أدت في الماضي إلى إقالة مديرة التسويق بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، بسبب سردها للوقائع التاريخية والأثرية الحقيقية، وهو ما اعتبرته السلطات خطأ فادحًا.
المشكلة هنا تتعلق بمنشور نشرته الصفحة الرسمية للخطوط الجوية الجزائرية على "فيسبوك" للترويج للسياحة في مدينة تلمسان. وجاء في المنشور الذي من المفترض أن يروج للسياحة الجزائرية، وصف مدينة تلمسان بأنها تحتوي على آثار "إسبانية-مغربية" وطابع أندلسي، وأنها "مدينة الفن والتاريخ" الملقبة بـ "لؤلؤة المغرب العربي". وكانت هذه التهمة وراء طرد المسؤولة ، حيث اعتبرت السلطات أنها تجاهلت الهوية الجزائرية لهذه المدينة، وكأنها تقع خارج حدود الجزائر، وتروج للمغرب على موقع رسمي جزائري.
ولم يكن الزليج هو الشيء الوحيد الذي تسبب في تورط نظام الكابرانات في سرقته، بل صومعة الكتبية أيضًا تحولت إلى صومعة جزائرية في ملصق كبير يروج لأسبوع التراث الجزائري.
وليس الأشخاص بمنأى عن السرقة، حيث استخدمت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية قبل بضعة أسابيع صورة امرأة أمازيغية مغربية وهي تنسج الصوف، في إعلان الصالون الوطني الجزائري للحرف اليدوية. وتعود هذه الصورة إلى مارس 2008، وتم ترويجها منذ ذلك الحين على موقع Flickr المختص بالصور تحت اسم "امرأة أمازيغية مغربية".
فهل هذا إعجاب أم الحسد أم الغيرة أم الإذعان في السعي للقضاء على الثقافة المغربية وإسنادها إلى الجزائر؟
النظام الجزائري لا يمل من السرقة، حيث امتدت إلى المأكولات المغربية (الكسكس والطاجين)، ثم إلى الفنون (كناوة والتبوريدة)، وحتى الزي التقليدي (القفطان) وبعض الاحتفالات الزفافية التي تمت في المغرب، تم سلبها هويتها المغربية وأصبحت جزائرية تُستخدم في الدعاية السخيفة لنظام الكابرانات.
كما يقول المثل القديم: يموت الزمار وصوابعه بتلعب!
تعليقات
إرسال تعليق