مغاربة إسبانيا |
على الرغم من ارتباط الشباب الإسباني من أصل مغربي بوطنهم بقوة، إلا أن ذلك لا يمنعهم من أن يكونوا أكثر وعياً بحقوقهم وواجباتهم تجاه المجتمع المضيف. علاوة على ذلك، لا يرغب هؤلاء الشباب في البقاء على هامش الحياة السياسية واتخاذ القرار في بلد مفتوح ومتنوع بشكل متزايد.
هذه هي خلاصات ملتقى عقد في مطلع الأسبوع في مدينة ألميريا (جنوب)، وجمع العديد من الكفاءات المغربية المقيمة في إسبانيا، من بينهم جهات فاعلة سياسية وجمعوية من الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة.
تعتبر إسبانيا دولة حديثة العهد نسبياً بظاهرة الهجرة، وبدأت في جذب العمال من المغرب نظراً لقربها الجغرافي في بداية الثمانينات.
يعتبر المغاربة الجالية الأجنبية الثانية المقيمة في إسبانيا بعد الرومانيين، وأول جالية من حيث العدد من خارج الاتحاد الأوروبي. أسهمت هذه الجالية في الازدهار الاقتصادي الذي شهدته إسبانيا في العقود الأخيرة، وبذلت جهوداً كبيرة لضمان تحسين اندماج أطفالها في المجتمع الإسباني، مع الحفاظ على روابطها بوطنها الأم.
يتوخى هذا الجيل الثاني أخذ المشعل بطموح جديد، ألا وهو المساهمة في الحياة العامة والمشاركة في المشهد السياسي على جميع المستويات.
تمكن المشاركون في ندوة ألميريا، التي عقدت تحت شعار "مواطنون من أصل مغربي في المشهد السياسي الإسباني" من دراسة تجربة الشباب الإسباني من أصل مغربي الذين انضموا إلى صفوف عدد من الأحزاب الإسبانية.
قال فريد عثمان راموس، المولود في طنجة وهو المنسق الفيدرالي لمجموعة المدينة التي تضم نشطاء من وسط الهجرة في حزب العمال الاشتراكي الإسباني، إن المشاركة السياسية، بدءاً من التصويت، هي عنصر أساسي لتحقيق الاندماج الكامل، كما أنها حق يساعد على تحقيق المساواة بين المواطنين.
أكد أن حزبه يدعو دائماً إلى تعزيز التنوع والتعدد الثقافي واحترام حقوق الإنسان، مشيراً إلى أنه يتعين على الشباب من أصل مغربي المشاركة في الحياة السياسية. .
من جهتها، أشارت شيماء الفرقشاوي (من الحزب الشعبي، اليمين) إلى أن السياسة تعتبر أداة لتحسين أوضاع المجتمع، ولذلك، أكدت على أهمية تعزيز المشاركة السياسية للمهاجرين لتحسين اندماجهم ومعالجة المشاكل التي يواجهونها.
من الجانب الآخر من الطيف السياسي، أكدت نادية أزوكاغ، عضوة حزب "بوديموس" الراديكالي بإقليم الأندلس وذات الأصول المغربية، أن الالتزام السياسي ليس ترفاً بل ضرورة لحماية الحقوق وتعزيز مصالح المواطنين.
قالت الناشطة السياسية إن حزبها الذي تأسس في عام 2014 يعمل بنشاط من أجل إدماج الأجانب في المشهد السياسي الإسباني، رغم أنه لا يزال هناك الكثير للقيام به في مجال إشراك الشباب المهاجر في العمل السياسي.
مع ذلك، لا تزال الحياة السياسية الإسبانية في غير متناول المهاجرين المغاربة الذين ليس لديهم جنسية البلد، خصوصاً وأن القانون الإسباني لا يمنح حق التصويت للأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي أو للمنتمين للبلدان التي لم توقع اتفاقات متبادلة من هذا الشأن مع دولة إسبانيا.
في هذا الصدد، أشار المشاركون في الاجتماع إلى أن الدستور المغربي لعام 2011 مهد الطريق لمشاركة المقيمين الأجانب في الانتخابات المحلية إذا كان الأمر موضوع اتفاقيات أو معاملة بالمثل.
دعوا إلى توقيع مثل هذا الاتفاق بين إسبانيا والمغرب، وهما الدولتان الصديقتان اللتان تربطهما علاقات اقتصادية واجتماعية وثقافية قوية، وهو الأمر الذي سيشكل حافزاً للمغاربة المقيمين في إسبانيا من أجل انخراط أكثر في السياسة المحلية.
تعليقات
إرسال تعليق