محمد ولد الغزواني والتحاقه بالجيش الموريتاني
في الخامس عشر من أكتوبر عام 1978، انضم محمد ولد الغزواني إلى الجيش الموريتاني كمتطوع. جاء ذلك في وقت كانت فيه موريتانيا تستعد لإنهاء مشاركتها في حرب الصحراء بقرار تاريخي اتخذه الضباط. وقد كان هذا القرار مرتبطًا بأول انقلاب عسكري في البلاد، الذي حدث في العاشر من يوليو 1978.
الانضمام للجيش في فترة حرجة
في تلك الفترة، لم يكن الانضمام إلى الجيش أمرًا مغريًا، لكن محمد ولد الغزواني الشاب الذي كان يبلغ من العمر عشرين عامًا حينها، التحق بالمؤسسة العسكرية. وسرعان ما بدأ في التدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى مرتبة الفريق.
التعليم والتكوين العسكري
حصل محمد ولد الغزواني على شهادته الثانوية قبل أن يدخل الجيش الموريتاني. بعدها، تلقى تكوينه العسكري في الأكاديمية الملكية بمكناس في المغرب كطالب ضابط، حيث تعرف على الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، وتوطدت علاقتهما هناك.
بداية الخدمة العسكرية
عقب التكوين، عاد محمد ولد الغزواني إلى موريتانيا برتبة ملازم، حيث تولى قيادة فصيل مشاة في المنطقة العسكرية الثالثة في العام 1981. بعد ذلك، تم تعيينه قائد سرية مشاة بنفس المنطقة في العام 1983، ثم مساعدًا لقائد تجمع في العام 1985.
التقرب من دوائر صنع القرار
في العام 1987، وجد ولد الغزواني طريقه إلى القصر الرمادي عندما تم تعيينه مرافقًا لرئيس الجمهورية. هذه النقلة كانت ذات أهمية كبيرة في حياته، حيث أصبح مقرّبًا من دائرة صنع القرار في موريتانيا. وتمكن من تعزيز مكانته العسكرية من خلال الثقة التي حصل عليها بانضمامه إلى المحيط المقرّب من الرئيس معاوية ولد الطائع.
التدرج في الرتب العسكرية
واصل محمد ولد الغزواني تدرجه في الرتب العسكرية العليا بعد تلك النقلة. ففي العام 1988، رُقّي إلى رتبة رقيب، ثم رائد، ثم مقدّم، ثم عقيد، ثم لواء، خلال فترة امتدت من العام 1988 حتى العام 2008. وفي العام 2008، تم تعيينه قائدًا للأركان الوطنية. وفي العام 2012، حصل على رتبة الفريق، وهي أعلى رتبة في الجيش الموريتاني.
الخلفية الاجتماعية والدينية
أصوله ومنطقته
ينحدر محمد ولد الغزواني من المنطقة الشرقية في موريتانيا، وتحديدًا من مقاطعة بومديد بولاية لعصابة. وُلد في العام 1956 في منطقة تعتبر مركز الثقل الديمغرافي الأكبر في موريتانيا، وتتميز بطغيان العصبية القبلية، حيث يتبع السكان هناك الزعماء القبليين والوجهاء الاجتماعيين والدينيين بشكل كبير. ورغم ثقلها الديمغرافي، تُعتبر هذه المنطقة من أقل المناطق استفادة من سياسات التنمية الوطنية، وذلك بحسب الأرقام المتعلقة بالفقر والبطالة والأمية.
الوسط الديني
ينتمي ولد الغزواني إلى وسط ديني، حيث يُعد حفيدًا لأحد مشائخ الطريقة الغظفية، وهي إحدى الطرق الصوفية النخبوية التي تنحدر من الشاذلية. وقد وفرت له هذه الخلفية الدينية والاجتماعية رافعة قوية سهلت له طريقه نحو القصر الرئاسي في انتخابات يونيو 2019.
العلاقات داخل المؤسسة العسكرية والسياسية
علاقاته العسكرية
راكم محمد ولد الغزواني علاقات قوية داخل المؤسسة العسكرية والأمنية من خلال تواجده على رأس مؤسسة الجيش، ومن خلال الفترة الطويلة التي قضاها داخل الجيش. وتميزت هذه العلاقات بتنوعها، فهي علاقات تجاوزت الحدود الجهوية والقبلية، مما جعله يضمن ولاء جنرالات الجيش.
علاقاته السياسية
على الصعيد السياسي، كانت علاقاته المدنية توصف بالمقبولة، حيث لم يكن يُعرف عنه صدام مع المعارضة السياسية للنظام الذي يُحسب عليه. في خطاب ترشحه، أعلن ولد الغزواني انفتاحه على جميع الأطراف السياسية باختلاف توجهاتها، مما قد يكون ميزة تميزه عن رفيقه محمد ولد عبد العزيز المعروف بتشدده مع المعارضة.
Comments
Post a Comment